أعراض وعلاج البواسير الشائع

أعراض البواسير: التعريف، الأسباب، التشخيص والعلاج

البواسير هي عبارة عن انتفاخات أو تورمات تحدث في الأوردة داخل منطقة الشرج والمستقيم، وتعد من الأمراض الشائعة التي يعاني منها الكثير من الناس حول العالم، سواء كانوا من الرجال أو النساء. قد تسبب البواسير العديد من الأعراض المزعجة والمؤلمة في بعض الأحيان، وقد تكون أحد الأسباب الرئيسية لزيارة المرضى للطبيب المختص. في هذا المقال، سيتم تناول جميع جوانب البواسير، بدءًا من التعريف بها، مرورًا بالأعراض والعوامل المؤدية إليها، وصولًا إلى التشخيص وطرق العلاج.

1. تعريف البواسير

البواسير هي تورم أو انتفاخ يحدث في الأوردة التي توجد في الجزء السفلي من المستقيم أو الشرج. تعتبر هذه الأوردة جزءًا من نظام الأوعية الدموية التي تساعد على تمرير الدم من وإلى منطقة الشرج. عندما تتعرض هذه الأوردة للضغط أو التهيج لفترة طويلة، يمكن أن تبدأ في التورم أو الانتفاخ، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالبواسير. يمكن أن تكون البواسير داخلية (داخل المستقيم) أو خارجية (تحت الجلد المحيط بالشرج).

2. أنواع البواسير

هناك نوعان رئيسيان من البواسير، وهما:

• البواسير الداخلية: هذه تحدث داخل المستقيم ولا تكون مرئية. في البداية قد لا يشعر المريض بأي ألم أو أعراض، ولكن قد تظهر الأعراض بشكل مفاجئ إذا كان هناك نزيف أو انتفاخ داخل المستقيم.

• البواسير الخارجية: تحدث تحت الجلد المحيط بالشرج. عادة ما تسبب الألم بشكل أكبر مقارنة بالبواسير الداخلية، لأنها تقع بالقرب من الأعصاب الحسية في الجلد.

3. الأعراض الشائعة للبواسير

تتراوح أعراض البواسير من خفيفة إلى شديدة، وتعتمد على نوع البواسير (داخلية أو خارجية) وشدتها. تشمل الأعراض الشائعة للبواسير ما يلي:

3.1 النزيف

النزيف هو أحد الأعراض الرئيسية للبواسير، ويمكن أن يظهر على شكل دم أحمر فاتح على ورق التواليت بعد التبرز أو في المرحاض. هذا النزيف عادة ما يكون غير مؤلم، ويحدث عندما يتم الضغط على البواسير أثناء التبرز، مما يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية الصغيرة.

3.2 الألم

البواسير الخارجية، وخاصة تلك التي تتكون تحت الجلد بالقرب من الشرج، قد تسبب ألمًا حادًا أو شعورًا بعدم الراحة، خاصة أثناء الجلوس أو التبرز. هذا الألم يحدث بسبب احتكاك الجلد المحيط بالشرج مع الأنسجة المتورمة. قد يتفاقم الألم إذا تشكلت جلطات دموية داخل البواسير (وهي حالة تُعرف بالبواسير الملتوية أو المجمعة).

3.3 الحكة والتهيج

الحكة حول منطقة الشرج هي عرض شائع آخر، ويحدث عندما يكون هناك إفرازات مخاطية من البواسير الداخلية، مما يؤدي إلى التهيج في الجلد المحيط. هذا التهيج قد يسبب شعورًا بالحكة المستمرة، وقد يزداد سوءًا في حالة الجلوس لفترات طويلة.

3.4 الانتفاخ

البواسير الخارجية قد تظهر على شكل انتفاخات ملحوظة حول الشرج. هذه التورمات قد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة، وتعتمد شدتها على حجم التورم ومكانه. قد تتفاقم هذه التورمات عند الجلوس أو القيام بحركات تؤدي إلى الضغط على المنطقة.

3.5 الشعور بالامتلاء

بعض المرضى قد يشعرون بشعور غير مريح أو شعور بوجود “كتلة” داخل المستقيم، مما يسبب صعوبة في التبرز. هذا الشعور يحدث عندما تصبح البواسير الداخلية متورمة للغاية.

3.6 صعوبة التبرز

تسبب البواسير الداخلية في بعض الأحيان صعوبة أثناء التبرز، وذلك بسبب الضغط الزائد على المستقيم. قد يؤدي ذلك إلى الإحساس بالامتلاء أو عدم القدرة على إفراغ الأمعاء بشكل كامل.

3.7 إفرازات مخاطية

قد تفرز البواسير الداخلية بعض المخاط، خاصة إذا كانت هناك تهيجات أو تورمات كبيرة. هذه الإفرازات قد تسبب تلوثًا في المنطقة المحيطة بالشرج.

4. العوامل المؤدية إلى البواسير

تعتبر البواسير من المشاكل الصحية الشائعة التي تصيب العديد من الأشخاص بسبب عدة عوامل متداخلة. ومن أبرز العوامل التي تساهم في حدوث البواسير:

4.1 الضغط الزائد

أحد الأسباب الرئيسية لتورم البواسير هو الضغط الزائد الذي يتم وضعه على الأوردة في منطقة الشرج والمستقيم. يمكن أن يتسبب الجلوس لفترات طويلة، خاصة على المرحاض، في زيادة الضغط على هذه الأوردة.

4.2 الإمساك المزمن

يعتبر الإمساك المزمن من الأسباب الرئيسية التي تساهم في حدوث البواسير. عندما يعاني الشخص من صعوبة في التبرز، يقوم عادةً بالضغط أثناء التبرز، مما يزيد من الضغط على الأوردة في منطقة الشرج.

4.3 الحمل

يعتبر الحمل من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير. يحدث ذلك بسبب زيادة الضغط على الأوردة في منطقة الشرج نتيجة لزيادة حجم الرحم الذي يضغط على الأوعية الدموية في أسفل الجسم.

4.4 النظام الغذائي غير الصحي

النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الألياف يساهم في حدوث الإمساك، وبالتالي يساهم في زيادة الضغط على الأوردة أثناء التبرز. تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات يساعد في الوقاية من البواسير.

4.5 الشيخوخة

كلما تقدم العمر، تصبح جدران الأوعية الدموية في منطقة الشرج أكثر ضعفًا، مما يزيد من احتمالية حدوث البواسير. كما أن انخفاض مرونة الأنسجة مع تقدم العمر يجعل الأفراد أكثر عرضة لتورم الأوردة.

4.6 الوراثة

تلعب الوراثة دورًا في قابلية الإصابة بالبواسير. إذا كان أحد الوالدين يعاني من البواسير، فإن احتمال الإصابة بالمرض قد يكون أعلى.

4.7 الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة

الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة يكونون أكثر عرضة لتطوير البواسير، بسبب الضغط المستمر على الأوردة في منطقة الشرج.

5. تشخيص البواسير

عادةً ما يتم تشخيص البواسير عن طريق فحص سريري للمريض من قبل الطبيب. في حالة البواسير الخارجية، قد يكون من السهل تشخيصها لأن التورمات تكون مرئية. أما في حالة البواسير الداخلية، قد يحتاج الطبيب إلى استخدام مناظير أو أدوات طبية لفحص المستقيم بشكل دقيق.

قد يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوصات مثل:

• التنظير الشرجي: يُستخدم للكشف عن البواسير الداخلية وموقعها.

• تنظير المستقيم: يستخدم لتفحص الأنسجة داخل المستقيم.

• الاختبارات المخبرية: قد يتطلب الأمر فحص الدم لتحديد وجود أي علامات نزيف أو إصابات أخرى.

6. علاج البواسير

تختلف طرق العلاج بناءً على شدة البواسير ونوعها. يمكن أن يشمل العلاج تغييرات في نمط الحياة والعلاج الدوائي، وقد تتطلب الحالات الأكثر تطورًا تدخلًا جراحيًا.

6.1 العلاجات المنزلية

• زيادة الألياف في النظام الغذائي: تناول كميات كبيرة من الألياف يساعد في تقليل الإمساك ويقلل الضغط على الأوردة.

• الحمامات الدافئة: يمكن أن تساعد الحمامات الدافئة في تخفيف الألم وتهدئة التهيج في منطقة الشرج.

• استخدام المراهم أو التحاميل: توجد مراهم طبية تحوي مكونات تخفف الألم والتورم مثل الهيدروكورتيزون.

6.2 الأدوية

• المسكنات: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين لتخفيف الألم المصاحب للبواسير.

• الأدوية المضادة للبواسير: تتوافر بعض الأدوية التي تحتوي على مواد مضادة للبواسير تساعد في تقليل التورم والتهيج.

6.3 التدخل الجراحي

إذا لم تنجح العلاجات المنزلية والأدوية في تخفيف الأعراض، قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإزالة البواسير. تشمل هذه العمليات:

• استئصال البواسير: في حالة البواسير الكبيرة أو المتطورة.

• العلاج بالليزر: يستخدم الليزر لتقليص أو إزالة البواسير.

• الربط بالشريط المطاطي: يتم استخدام شريط مطاطي لربط قاعدة البواسير، مما يقطع تدفق الدم إليها ويسبب انكماشها.

7. الوقاية من البواسير

لمنع حدوث البواسير أو الحد من الأعراض، يمكن اتباع بعض النصائح الوقائية المهمة، مثل:

• ممارسة النشاط البدني بانتظام.

• تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

• شرب الكثير من الماء.

• **تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة